فصل: الناسخ والمنسوخ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة سبأ:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
فيه حديث ساقط: «من قرأَ سورة سبأ فكأَنما كانت له الدنيا بحذافيرها فقدّمها بين يديه، وله بكل حرف قرأَه مثلُ ثواب إِدريس». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

مقصودها أن الدار الآخرة- التي أشار إليها آخر تلك بالعذاب والمغفرة بعد أن أعلم أن الناس يسألون عنها- كائنة لا ريب فيها، لما في ذلك من الحكمة، وله عليه من القدرة، وفي تركها من عدم الحكمة والتصوير بصورة الظلم، ولقصة سبأ التي سميت بها السورة مناسبة كبيرة لهذا المقصد كما ياتي بيانه لذلك سميت بها. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض}.

السّورة مكِّية بالاتفاق.
عدد آياتها خمس وخمسون في عدّ الشَّام، وأَربع في عدِّ الباقى.
وكلماتها ثمانمائة وثمانون.
وحروفها أَربعة آلاف وخمسمائة واثنا عشر.
المختلف فيها آية واحدة: {عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ} فواصل آياتها ظن لمدبّر سمِّت سورة سبأ، لاشتمالها على قصّة سبأ {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ}.

.مقصود السّورة:

بيان حجّة التوحيد، وبرهان نبوّة الرسول صلى الله عليه وسلم ومعجزات داود، وسليمان، ووفاتهما، وهلاك سبأ، وشؤم الكفران، وعدم الشكر، وإِلزام الحجّة على عُبّاد الأَصنام، ومناظرة مادَّة الضَّلالة، وسَفلتِهم، ومعاملة الأُمم الماضية مع النَّبيِّين، ووعد المنفقين والمصَّدّقين بالإِخلاف، والرّجوع بإِلزام الحجّة على منكِرى النبوّة، وتمنى الكفَّار في وقت الوفاة الرّجوعَ إِلى الدّنيا في قوله: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} إِلى آخره.

.الناسخ والمنسوخ:

فيها من المنسوخ آية واحدة: م {قُل لاَّ تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا} من آية السّيف. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

.قال ابن جماعة:

سورة سبأ:
349- مسألة:
قوله تعالى: {لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} وفي يونس عليه السلام: {فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء}؟
تقدم الجواب في سورة يونس عليه السلام.
350- مسألة:
قوله تعالى: {وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} وقال تعالى: {كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ} وقال: {وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}؟.
جوابه:
المراد: هل يجازى بالظلم والمعاصى حتما إلا الكفور، لأن المؤمن قد يعفى عنه، فلا يجازى بمعصية تفضلا عليه، ولشرف الإيمان. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

المتشابهات:
قوله: {مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ} مرّتين، بتقديم السّموات؛ بخلاف يونس؛ فإِن فيها {مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء} لأَنَّ في هذه السّورة تقدَّم ذكرُ السّموات في أَوّل السّورة {الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} وقد سبق في يونس.
قوله: {أَفَلَمْ يَرَوْا} بالفاء ليس غيره.
زيد الحرف؛ لأَنَّ الاعتبار فيها بالمشاهدة على ما ذكرنا، وخصّت بالفاء لشدّة اتِّصالها بالأَوّل، لأَنَّ الضَّمير يعود إِلى الذين قَسَموا الكلام في النبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقالوا: محمّد إِمّا عاقل كاذب، وإِما مجنون هاذِ، وهو قولهم: {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِ جِنَّةٌ} فقال الله: بل تركتم القِسم الثالث، وهو إِمّا صحيح العقل صادق.
قوله: {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ} وفي سبحان: {قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ} لأَن في هذه السّورة اتَّصلت بآية ليس فيها لفظ الله، فكان التصريح أَحسن، وفي سبحان اتَّصل بآيتين فيهما بضعة عشر مرّة ذكر الله صريحًا وكناية، وكانت الكناية أَولى.
وقد سبق.
قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} وبعده، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} بالجمع؛ لأَن المراد بالأَوّل: لآية على إِحياء الموتى فخُصّت بالتوحيد، وفي قصّة سبأ جمع؛ لأَنَّهم صاروا اعتبارًا يضرب بهم المثل: تفرّقوا أَيدى سبا: فُرِّقُوا كلَّ مفرَّق، ومُزِّقوا كلَّ ممزق، فوقع بعضهم إِلى الشأم، وبعضهم إِلى يَثْرِب، وبعضهم إِلى عُمان، فخُتم بالجمع، وخُصَّت به لكثرتهم، وكثرة مه يعتبر بهنّ، فقال: {لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ} على المِحنة {شَكُورٍ} على النِّعمة، أي المؤمنين.
قوله: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ} وبعده: {لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ} سبق.
وخصّ هذه السّورة بذكر الربِّ لأَنه تكرّر فيها مرّات كثيرة.
منها {لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ} {رَبَّنَا بَاعِدْ} {يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا} {مَوْقُوفُوْنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ} ولم يذكر مع الأَول {مِنْ عِبَادِهِ} لأَن المراد بهم الكفَّار.
وذكر مع الثانى؛ لأَنهم المؤمنون.
وزاد له وقد سبق بيانه.
قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ} ولم يقل: من قبلك، ولا قبلَك.
خُصّت السورة به، لأَنه في هذه السّورة إِخبار مجرّد وفي غيرها إِخبار للنبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وتسلية له، فقال: {قَبْلِكَ}.
قوله: {وَلاَ نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ} وفي غيرها {عَمّا كُنْتُمْ تَعْمَلُوْنَ} لأَن قول {أَجْرَمْنَا} بلفظ الماضى، أي قبل هذا، ولم يقل: نُجْرم فيقع في مقابلة {تعملون} لأَن مِن شرط الإِيمان وصف المؤمن أَن يعزم أَلاَّ يُجرِم.
وقوله: {تَعْمَلُوْنَ} خطاب للكفاَّر، وكانوا مصرِّين على الكفر في الماضى من الزَّمان والمستقبل، فاستغنت به الآية عن قوله: {كُنْتُمْ}.
قوله: {عَذَابَ النَّارِ الَّتِي} قد سبق. اهـ.

.قال الكَرْماني:

سورة سبأ:
406- قوله تعالى {مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض} 3 مرتين بتقديم السموات خلاف يونس فإن فيها {مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء} 61 لأن في هذه السورة تقدم ذكر السموات في أول السورة {الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض} 1 وقد سبق في يونس.
407- قوله {أفلم يروا} 9 بالفاء ليس غيره زيد الحرف لأن الاعتبار فيها بالمشاهدة على ما ذكرناه وخصت بالفاء لشدة اتصالها بالأول لأن الضمير يعود إلى الذين قسموا الكلام في النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا محمد إما غافل أو كاذب وإما مجنون هاذ وهو قولهم {أفترى على الله كذبا أم به جنة} 8 فقال الله تعالى بل تركتم القسمة الثالثة وهي وإما صحيح العقل صادق.
408- قوله {قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله} 22 وفي سبحان {من دونه} 56 لأنه في هذه السورة اتصلت الآية بآية ليس فيها لفظ الله فكان الصريح أحسن وفي سبحان اتصل بآيتين فيهما بضعة عشر مرة ذكر الله صريحا وكناية فكانت الكناية أولى وقد سبق.
409- قوله {إن في ذلك لأية لكل عبد منيب} 9 وبعده {إن ذلك لآيات لكل صبار شكور} 19 بالجمع لأن المراد الأول لآية على إحياء الموتى فخصت بالتوحيد وفي قصة سبأ جمع لأنهم صاروا اعتبارا يضرب بهم المثل تفرقوا أيادي سبأ وفرقوا كل مفرق ومزقوا كل ممزق فرفع بعضهم إلى الشام وبعضهم ذهب إلى يثرب وبعضهم إلى عمان فختم بالجمع وخصت به لكثرتهم وكثرة من يعتبر بهم فقال لآيات لكل صبار على الجنة شكور على النعمة أي المؤمنين.
410- قوله {قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} 36 وبعده {لمن يشاء من عباده ويقدر له} 39 سبق.
وخص هذه السورة بذكر الرب لأنه تكرر فيها مرات كثيرة منها {بلى وربي} 3 {بلدة طيبة ورب غفور} 15 {ربنا باعد بين} 19 {يجمع بيننا ربنا} 26 {موقوفون عند ربهم} 31 ولم يذكر مع الأول من عباده لأن المراد بهم الكفار وذكره مع الثاني لأنهم المؤمنون وزاد له وقد سبق بيانه.
411- قوله {وما أرسلنا في قرية من نذير} 34 ولم يقل من قبلك ولا قبلك خصت السورة به لأنه في هذه السورة إخبار مجرد وفي غيرها إخبار للنبي صلى الله عليه وسلم وتسلية له فقال قبلك ومن قبلك.
412- قوله {ولا نسئل عما تعملون} 25 وفي غيرها عما كنتم تعملون لأن قوله {أجرمنا} 25 بلفظ الماضي أي قبل هذا ولم يقل نجرم فيقع في مقابلة تعملون لأن من شرط الإيمان ووصف المؤمن أن يعزم ألا يجرم وقوله تعملون خطاب للكفار وكانوا مصرين على الكفر في الماضي من الزمان والمستقبل فاستغنت به الآية عن قوله كنتم.
413- قوله {عذاب النار} 42 قد سبق. اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال الألوسي:

سورة سبأ:
مكية كما روى عن ابن عباس وقتادة وفي التحرير هي مكية بإجماعهم وقال ابن عطية: مكية إلا قوله تعالى {ويرى الذين أوتوا العلم} وروى الترمذي عن فروة بن مسيكة المرادي قال: «أتيت النبي فقلت يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي الحديث وفيه وأنزل في سبأ ما أنزل فقال رجل: يا رسول الله وما سبأ....» الحديث.
قال ابن الحصار هذا يدل على أن هذه القصة مدنية لأن مهاجرة فروة بعد إسلام ثقيف سنة تسع ويحتمل أن يكون قوله وأنزل حكاية عما تقدم نزوله قبل هجرته فلا يأبى كونها مكية وآياتها خمس وخمسون في الشامي وأربع وخمسون في الباقين وما قيل خمس وأربعون سهو من قلم الناسخ ووجه إتصالها بما قبلها أن الصفات التي أجريت على الله تعالى في مفتتحها مما يناسب الحكم التي في مختتم ما قبل من قوله تعالى: {ليعذب الله المنافقين والمنافقات} إلخ.
وأيضا قد أشير فيما تقدم إلى سؤال الكفار عن الساعة على جهة الإستهزاء وهاهنا قد حكى عنهم إنكارها صريحا والطعن بمن يقول بالمعاد على أتم وجه وذكر مما يتعلق بذلك ما لم يذكر هناك وفي البحر أن سبب نزولها أن أبا سفيان قال لكفار مكة لما سمعوا ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات كأن محمدا يتوعدنا بالعذاب بعد أن نموت ويتخوفنا بالبعث واللات والعزى لا تأتينا الساعة أبدا ولا نبعث فقال الله تعالى قل يا محمد {بلى وربي لتبعثن} قاله مقاتل وباقي السورة تهديد لهم وتخويف ومن هذا ظهرت المناسبة بين هذه السورة والتي قبلها. اهـ.

.قال ابن عاشور:

سورة سبأ:
هذا اسمها الذي اشتهرت به في كتب السنة وكتب التفسير وبين القراءة ولم أقف على تسميتها في عصر النبوة.
ووجه تسميتها به أنها ذكرت فيها أهل سبأ.
وهي مكية وحكي اتفاق أهل التفسير عليه.
وعن مقاتل أن آية: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} إلى قوله: {الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سبأ: 6] نزلت بالمدينة.
ولعله بناء على تأويلهم أهل العلم إنما يراد بهم أهل الكتاب الذين أسلموا مثل عبد الله بن سلام.
والحق أن الذين أوتوا العلم هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وعزي ذلك إلى ابن عباس أو هم أمة محمد، قاله قتادة، أي لأنهم أوتوا بالقرآن علما كثيرا قال تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت: 49]، على أنه لا مانع من التزام أنهم علماء أهل الكتاب قبل أن يؤمنوا لأن المقصود الاحتجاج بما هو مستقر في نفوسهم الذي أنبأ عنه إسلام طائفة منهم كما نبينه عند قوله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}. إلخ.
ولابن الحصار أن سورة سبا مدنية لما رواه الترمذي: عن فروة بن مسيك العطيفي المرادي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قال: وأنزل في سبأ ما أنزل، فقال رجل: يا رسول الله: وما سبأ؟ الحديث.
قال ابن الحصار: هاجر فروة سنة تسع بعد فتح الطائف.
وقال ابن الحصار: يحتمل أن يكون قوله: وأنزل حكاية عما تقدم نزوله قبل هجرة فروة، أي أن سائلا سأل عنه لما قرأه أو سمعه من هذه السورة أو من سورة النمل.
وهي السورة الثامنة والخمسون في عداد السور، نزلت بعد سورة لقمان سورة الزمر كما في المروي عن جابر بن زيد واعتمد عليه الجعبري كما في الإتقان، وقد تقدم في سورة الإسراء أن قوله تعالى فيها: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} إلى قوله: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} [الإسراء: 90- 92] إنهم عَنَوا قوله تعالى في هذه السورة: {إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاء} [سبأ: 9] فاقتضى أن سورة سبأ نزلت قبل سورة الإسراء وهو خلاف ترتيب جابر بن زيد الذي يعد الإسراء متممة الخمسين.
وليس يتعين أن يكون قولهم: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} معنيًا به هذه الآية لجواز أن يكون النبيء صلى الله عليه وسلم هددهم بذلك في موعظة أخرى.
وعدد آيها أربع وخمسون في عد الجمهور، وخمس وخمسون في عد أهل الشام.
أغراض هذه السورة:
من أغراض هذه السورة إبطال قواعد الشرك وأعظمها إشراكهم آلهة مع الله وإنكار البعث فابتدئ بدليل على انفراده تعالى بالإلهية عن أصنامهم ونفي أن تكون الأصنام شفعاء لعُبّادها.
ثم موضوع البعث، وعن مقاتل: أن سبب نزولها أن أبا سفيان لما سمع قوله تعالى: {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ} [الأحزاب: 73] الآية الأخيرة من سورة الأحزاب.
قال لأصحابه: كأن محمدا يتوعدنا بالعذاب بعد أن نموت واللات والعزى لا تأتينا الساعة أبدا، فأنزل الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ} [سبأ: 3] الآية.
وعليه فما قبل الآية المذكورة من قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} إلى قوله: {وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ} [سبأ: 1، 2] تمهيد للمقصود من قوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ}.
واثبات إحاطة علم الله بما في السماوات وما في الأرض فما يخبر به فهو واقع ومن ذلك إثبات البعث والجزاء.
وإثبات صدق النبيء صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، وصدق ما جاء به القرآن وأن القرآن شهدت به علماء أهل الكتاب.
وتخلل ذلك بضروب من تهديد المشركين وموعظتهم بما حل ببعض الأمم المشركين من قبل.
وعرض بأن جعلهم لله شركاء كفران لنعمة الخالق فضرب لهم المثل بمن شكروا نعمة الله واتقوه فأوتوا خير الدنيا والآخرة وسخرت لهم الخيرات مثل داود وسليمان، وبمن كفروا بالله فسلط عليه الأزراء في الدنيا وأعد لهم العذاب في الآخرة مثل سبأ، وحذروا من الشيطان، وذكروا بأن ما هم فيه من قرة العين يقربهم إلى الله، وأنذروا بما سيلقون يوم الجزاء من خزي وتكذيب وندامة وعدم النصير وخلود في العذاب، وبشر المؤمنون بالنعيم المقيم. اهـ.